إلــهــي لـقـد ضللنــا الطريق :
"إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله"(حديث شريف)
إلــهــي لـقـد ضللنــا الطريق :
تبـاركت يا مـبدع الكائنــات . .
وطــابـت ليــاليك ..مـا أعـدلـك
فلا زال عرشــك فـوق العـروش
ولا زال مـجـدك فـوق الفـلـك .
وإنـّـك بــاقٍ ؛ ومجدك بـــاقٍ . .
فلا عــرف النـوم مـن يجـهـلـك
2 - ويا ربّ إنّ جمــال الوجـــود
وكـــلّ جمـــال . .
جمـــال الزهــور . .
زمـــان الربـيـــع . .
وعـبـق الـو ر و د . .
وشــدو الطـيـور ؛
وكــلّ مـقـولــة صـدقٍ تـقـال
وكــلّ وفـــاء . .
بـغـــير حـدود
الكــلّ لــك . .
الزهـــر لـك ،
والعـطـر لــك ،
والشــدو لــك .
" قــفــا نـبـك لـك . .
لـخـولــة لــك . ."
ويـا فــالــق الحـبّ كـم نعمــةٍ
تـفـيض علينا فما أكرمك
وننسى الوفـاء ومن حكـمــه
وقـد وجب الشكرأن نحمـدك !
3 - وبـعـد... أيـا غــارقـــاً فـي الـثـنـاء
وإلاّ علـيه يقـوم الرجاء :
أتسمح يا واهب"الأتـقـياء"
حلوم العصافير أن أسـألك ؟
بقولهم ليس من سـائلٍ . .
في مبهم - الأمر - إلاّ هلك !
وأنّ علينــا قـبـول الذي
يـثـيـرالظنون وذاك.. وهذا. .
بغــير سؤال , وغـير جدال .
وغير لماذا !
لـحتّى كأنّ وجـود العقول لدينـا . .
( وزرع العقول) . . .
كـان شـواذا !
كقولهم - الفرد - أنّ الرسول . .
- الكريـم الأمـين -
كــان يبــاهي . . وكان يقول :
- " أنا ابن الذبـيـحـيـن . . !
- أنا ابـن الفـواطــم . . !
- أنا ابن العواتك..بنات سليم ! "
أنا . . أنــا. . وينهــى . .
عن الفخر فـي العالمــين !
- أينهى ‘‘ الخلوق ’’ ولا ينتهـي
هل النهي وقف على الآخريـن ؟!
أيا ربّ . . حقّاً ؟ أمِ انّ الــرواة
- كــلام الـــرواة . . -
افـتراءٌ كبير ولغو مبيـن ؟
4 - و . . . قال "الـثـقـات " :
وكـان النبيّ الكريم يمـيــل . .
لكلّ ر و ا ءٍ بوجــهٍ جميــل . .
ويخــترم الحسن فيــه الوفــاء . .
وتـمـتـدّ عـيـنـاه خلف النسـاء !
يشيح ابن عبس بطرف غضيض
ويرنو النبيّ بطرفٍ مريض !
أحـقّـاً ؟
أمِ انّ الـتراث العليـل . .
يغــير علينــا بإفـكٍ عريض ؟
5 - وقـالوا. . وكـان فؤاد الرسول
يطـير شعـاعــاً لذكر العذاب..
- وهـذا لعمر الكرام مـقول . .
كقـالت حـذام . . وقالت ربـاب -
أمـا كـان في طوقـه أن يقول
يقـيـنــاً . . وما كان ذاك الجهول :
- وكيـف أخافـك يا راحـم
لا غـادرٌ أنت ولا ظـالم !
. . إذا ما لقيـنــا الكريم ( بخوف)
فمـاذا تركنــا لغير الكريـم ؟!
- ألا إنّ فــي الخوف إثمـاً عظيم -
6 - . .وإنـّـك تعـلـم , إنـّـا نقول :
بأنـّـك فــرد . .حليـم صبـور
تعـدّ الأنـــام ليـوم النشــور ،
وفيــه تبعــثر من في القـبــور
فيـأتـي الأنـام إليـك سـراعـا . .
لتفصل بالقسط بـين العـبـيـد . .
فهــذا شــقـّـيّ . .
وذاك ســعــيـــد .
فـيـهـدى الشقيّ سـواء الجحيــم
تهـدهده مـقـمـعـة من حديـد
فـيـلـقــى بنـــار ،
لظــاهـــا شـديـــد . .
مهــول عظيـــم
تـغــول ، وتســأل :
" هل مـن مـزيـــد . . ؟ "
وأمـّـا السـعـيـــد فـفــي الأكرمــــين . .
لـــه فـي الـجـنــان . . مـكــان أمـــين .
وعيش الجنــــان يـفــوق التصـوّر . . !
يـفــوق الخيــال ،
بمـا أبدعـتـه ضروب الجمال :
حيــاة قصور . .
وعيش حـبـــور . .
وأنهـر خـمــر . . ولـهـو وسـمــر . .
وحـور حســان . .
وأغـلـمـة مـثـل حبّ الجمـان !
تديــر الكؤوس علــى الشاربـين
-
علـى هذه ، معشـر الفـائزيـن
- بـدار الخـلــود -
يظـلّـون فـي فـرحٍ سـادريـن .
7 - وبالـقــرب من ذا المكــان . .
يرى الكافـرون . . بشـرّ مكـان :
بنــار الجحيـــم !
جـحـيـم ونـــار . .
فـبـئـس القــرار ،
وبـئـس الجـوار . .
فـمـنـه تـبـاعـاً يـرنّ الأنـين
رنــين البكـاء . .
دعـــاء الثـبــور . .
حـتـّـى لتسـأل :
- كيف ضروب الهنـــاء تطيـب ؟
بجانب ذاك العـويــل . .
وذاك النحيــب . .
ألا انّ ذلك شـيء عجيــب !
- فيا ربّ عفواً, إذا مـا السؤال . .
جــاء قليلاً ، بغـــير حيــاء
فإنـّـك تعلم . . إنـّـا نقول . .
عليــك كـلامــاً ،
ونعـلــم ألاّ عليـك خـفــاء :
- فهل لـذة العيش تلغـي الشعور ؟
- أيـفـنـى الشعور من الأوليـاء ؟
ويصبح وقـفـاً علـى الكافـريـن !
فـيـبـقـى لديهم - بغـير مـراء -
شعور الألـم . . .
شـعــور النـدم . . .
شــعـــور الظمأ . .
وخوف وجــوع . .
فهم يسـألـون :
- ألا من رجـوع ؟
شعور ، شـعـور . .
علـى أيّ حالٍ شــعـور !
8 - وأهل الجنــان ؟ . .
فـعـنـد الكـرام يمـوت الكــرم . .
ويـفـنـى الوفـــاء . .
تمـــوت الحـواتــم !
- فلا مـن يجـود بقطرة مـاء ! -
ولا يـذر (الموت) غير النهـم . .
- لحشـو البطـون . . وشـرب الخمـور . .
وغـــير القـرم . .
وفــرط اغــتــلام .
9 - وأمـّـا الـوفــاء . . وحـفـظ الذمــم ؟
فـذلك يـبقى . . نصيب النسـاء
- وذلك أيضاً ، بغــير مـراء -
وأمّـا الـفـقـــير . . ( يقول الثـقـات ) :
- فـقـيـر الجنــان -
يكـون لـه مـن عطـاء الكريــم :
ألـوف الحسـان ؛
ألـوف المنــازل . .
قصـور وحــور وخـــير وفــير .
وعـنـد الخـلـوّ بحوريـّـةٍ
يواصلـهـا مـثـل عـمـر الزمـان !
10 – وبعد زمان الوصال الطويل
يحــين الفـراق . .
فـتـخـلـي الحصان فـتـاهـا
فإنّ الزمــان : زمـان سواهـا
فتبقى على العهـد رهـن الوفاء
- ألـوف السنـين -
تعيش عـلـى الذكـريـات . .
تـلـوك أسـاهـا . .
- وحـال (الوفيـّة) حـال الجيوش ،
جيـوش النسـاء سـواهـا .
11 - وأمـّــا الرجــال ، العبــاد الكــرام
فأن الحــلال . .
"اتّسـاع الحـلال " لهم وحدهـم . .
بغــير مـزيـــد
بألـف دليــل وألـف شهيــد !
فليس يلوح بذاك المكـان . . .
. . ولا مـن بعيـــد ،
خيــال لـ " قيس "
ولا لـ " جميــل "
ولا لـِ " بثـيـنـة " بـعـد وفـاء
فيـا ربّ عـفـواً . . أمـا للعـباد
الكـرام انشـغال بغـير السـفاد ؟ . .
وحشـو البطــون . .
أليس بسـاحتهم طـائــفٌ
بما يـثلج الـروح إلاّ ظـنـون ؟
ويا ربّ , عـفـواً ، أهـذا مـقـول ؟
( مـقـالـة أسيـادنا العارفــين )
وهـذي عـقـول ؟!
12 - وبـعـد فيـا مـبـدع الكائـنـات
جمـيـعـاً ونافـخ فيـهـا الحيـاة ،
العليـم بمـا مـرّ عـبر القـرون . .
الخـوالــي طـرّاً ومـا هو آت
- فـمـا أنت واهب تلك الحـلـوم
وإن كـنـت واهـب مـنهـا الأصول
- كأحلى وأغلـى صنوف الهبات -
وأمـّــا الـفــروع . .
وأمـّــا الـذيــول . .
فـعـلّـت لـفـقـد الرعـايــة ،
وعـدم القـبـول . .
وهـانـت .
وقـومـي أسـاؤوا إلـيـهــا . .
بـفـرض حصـارٍ رهيـبٍ عليهـا
أزال الشـعاع المـنـوّر فيهـا . .
فـولّـى ، وخيـّم ليـلٌ حـلـك !
.
أشـاع العـمـايــة . .
فكـــان الزلل
وغـمّ عليـنـا طـريـق الهدايـة
طـريــق الـنـجــاة !
طـريــق الـحـيــاة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق