الجمعة، 25 فبراير 2011

إلــهــي لـقـد ضللنــا الطريق :


"إذا سألت فاسأل الله  وإذا استعنت فاستعن بالله"(حديث شريف)

إلــهــي لـقـد ضللنــا الطريق :  

 

تبـاركت يا مـبدع الكائنــات . .

وطــابـت ليــاليك ..مـا أعـدلـك

فلا زال عرشــك فـوق العـروش

ولا زال مـجـدك فـوق الفـلـك .

   وإنـّـك بــاقٍ ؛ ومجدك بـــاقٍ . .

   فلا عــرف النـوم مـن يجـهـلـك

 

      2 - ويا ربّ إنّ جمــال الوجـــود

             وكـــلّ جمـــال . .

         جمـــال الزهــور . .

             زمـــان الربـيـــع . .

         وعـبـق الـو ر و د . .

         وشــدو الطـيـور ؛

         وكــلّ مـقـولــة صـدقٍ تـقـال

         وكــلّ وفـــاء . .

         بـغـــير حـدود

         الكــلّ لــك . .

         الزهـــر لـك ،

         والعـطـر لــك ،

         والشــدو لــك .

         " قــفــا نـبـك لـك . .

         لـخـولــة لــك . ."  

             ويـا فــالــق الحـبّ كـم نعمــةٍ        

         تـفـيض علينا فما أكرمك

وننسى الوفـاء ومن حكـمــه

وقـد وجب الشكرأن نحمـدك !

           3 - وبـعـد... أيـا غــارقـــاً فـي الـثـنـاء

          وإلاّ علـيه يقـوم الرجاء :

          أتسمح يا واهب"الأتـقـياء"

          حلوم العصافير أن أسـألك ؟

          بقولهم ليس من سـائلٍ . .                                               

          في مبهم - الأمر - إلاّ هلك !

          وأنّ علينــا قـبـول الذي

          يـثـيـرالظنون وذاك.. وهذا. .

     بغــير سؤال , وغـير جدال .

     وغير لماذا !

     لـحتّى كأنّ وجـود العقول لدينـا . .  

    ( وزرع العقول) . . .

    كـان شـواذا !

    كقولهم - الفرد - أنّ الرسول . .

          - الكريـم الأمـين -

    كــان يبــاهي . . وكان يقول :

   - " أنا ابن الذبـيـحـيـن . . !

   - أنا ابـن الفـواطــم . . !

   - أنا ابن العواتك..بنات سليم ! "

    أنا . . أنــا. . وينهــى . .

   عن الفخر فـي العالمــين !

   - أينهى ‘‘ الخلوق ’’ ولا ينتهـي

   هل النهي وقف على الآخريـن ؟!

   أيا ربّ . . حقّاً  ؟ أمِ انّ الــرواة

           - كــلام الـــرواة . . -

   افـتراءٌ كبير  ولغو مبيـن ؟

 

4 - و . . . قال  "الـثـقـات " :

وكـان النبيّ الكريم   يمـيــل . .

لكلّ  ر و ا ءٍ  بوجــهٍ  جميــل . .

ويخــترم الحسن  فيــه الوفــاء . .

وتـمـتـدّ عـيـنـاه خلف النسـاء !

يشيح ابن عبس بطرف غضيض

ويرنو النبيّ بطرفٍ مريض !

 أحـقّـاً ؟

 أمِ انّ الـتراث العليـل . .

 يغــير علينــا بإفـكٍ عريض ؟

 

5 - وقـالوا. . وكـان فؤاد الرسول

   يطـير شعـاعــاً لذكر العذاب..

  - وهـذا لعمر الكرام مـقول . .

  كقـالت حـذام . . وقالت ربـاب -

  أمـا كـان في طوقـه أن يقول

  يقـيـنــاً . . وما كان ذاك الجهول :

 - وكيـف أخافـك يا راحـم

            لا غـادرٌ أنت ولا ظـالم !

. . إذا ما لقيـنــا الكريم ( بخوف)

فمـاذا تركنــا لغير الكريـم ؟!

- ألا إنّ فــي الخوف إثمـاً عظيم -

 

6 - . .وإنـّـك تعـلـم , إنـّـا نقول :

  بأنـّـك فــرد . .حليـم صبـور

  تعـدّ الأنـــام ليـوم النشــور ،

  وفيــه تبعــثر من في القـبــور

  فيـأتـي الأنـام إليـك سـراعـا . .

  لتفصل بالقسط بـين العـبـيـد . .

  فهــذا شــقـّـيّ . .

  وذاك ســعــيـــد .

  فـيـهـدى الشقيّ سـواء الجحيــم

  تهـدهده مـقـمـعـة من حديـد

  فـيـلـقــى بنـــار ،

  لظــاهـــا شـديـــد . .

  مهــول عظيـــم

  تـغــول ، وتســأل :

            " هل مـن مـزيـــد . . ؟ "

وأمـّـا السـعـيـــد فـفــي الأكرمــــين . .

لـــه فـي الـجـنــان . . مـكــان أمـــين .

وعيش الجنــــان يـفــوق التصـوّر . . !

يـفــوق الخيــال ،

بمـا أبدعـتـه ضروب الجمال :

حيــاة قصور . .

وعيش حـبـــور . .

وأنهـر خـمــر . . ولـهـو  وسـمــر . .

وحـور  حســان . .

وأغـلـمـة مـثـل حبّ الجمـان !

تديــر الكؤوس علــى الشاربـين

             -

علـى هذه ، معشـر الفـائزيـن

    - بـدار الخـلــود -

يظـلّـون فـي فـرحٍ سـادريـن .

 

7 - وبالـقــرب من ذا المكــان . .

   يرى الكافـرون . . بشـرّ مكـان :

  بنــار الجحيـــم !

   جـحـيـم ونـــار . .

  فـبـئـس القــرار ،

  وبـئـس الجـوار . .

  فـمـنـه تـبـاعـاً  يـرنّ الأنـين

رنــين البكـاء . .

  دعـــاء الثـبــور . .

حـتـّـى لتسـأل :

- كيف ضروب الهنـــاء تطيـب ؟

بجانب ذاك العـويــل . .

وذاك النحيــب . .

ألا انّ ذلك شـيء عجيــب !

- فيا ربّ عفواً, إذا مـا السؤال . .

جــاء قليلاً  ،  بغـــير حيــاء

فإنـّـك تعلم . . إنـّـا نقول . .

عليــك كـلامــاً ،

ونعـلــم ألاّ عليـك خـفــاء :

- فهل لـذة العيش تلغـي الشعور ؟

-  أيـفـنـى الشعور من الأوليـاء ؟

ويصبح وقـفـاً علـى الكافـريـن !

فـيـبـقـى لديهم - بغـير مـراء -

شعور الألـم . . .

شـعــور النـدم . . .

شــعـــور الظمأ . .

وخوف وجــوع . .

فهم يسـألـون :

- ألا من رجـوع ؟

شعور ، شـعـور . .

علـى أيّ حالٍ شــعـور !

 

8 - وأهل الجنــان ؟ . .

 فـعـنـد الكـرام  يمـوت الكــرم . .

ويـفـنـى الوفـــاء . .

تمـــوت الحـواتــم !

- فلا مـن يجـود بقطرة مـاء ! -

ولا يـذر (الموت) غير النهـم . .

- لحشـو البطـون . . وشـرب الخمـور . .

   وغـــير القـرم . .

   وفــرط اغــتــلام .

9 - وأمـّـا الـوفــاء . . وحـفـظ الذمــم ؟

     فـذلك يـبقى . . نصيب النسـاء

      - وذلك أيضاً ، بغــير مـراء -

     وأمّـا الـفـقـــير . . ( يقول الثـقـات ) :

      - فـقـيـر الجنــان -

    يكـون لـه مـن عطـاء الكريــم :

    ألـوف الحسـان ؛

    ألـوف المنــازل . .

   قصـور وحــور وخـــير وفــير .

   وعـنـد الخـلـوّ  بحوريـّـةٍ

   يواصلـهـا مـثـل عـمـر الزمـان !

 

10 – وبعد زمان الوصال الطويل

  يحــين الفـراق . .

  فـتـخـلـي الحصان فـتـاهـا

  فإنّ الزمــان : زمـان سواهـا

  فتبقى على العهـد رهـن الوفاء

               - ألـوف السنـين -

  تعيش عـلـى الذكـريـات . .

               تـلـوك أسـاهـا . .

  - وحـال (الوفيـّة) حـال الجيوش ،

               جيـوش النسـاء سـواهـا .

 

11 - وأمـّــا الرجــال ، العبــاد الكــرام 

      فأن الحــلال . .  

  "اتّسـاع الحـلال "  لهم وحدهـم . .

  بغــير مـزيـــد

  بألـف دليــل وألـف شهيــد !

  فليس يلوح بذاك المكـان . . .

  . . ولا مـن بعيـــد ،

  خيــال لـ " قيس "

  ولا لـ " جميــل "

  ولا لـِ " بثـيـنـة " بـعـد وفـاء

فيـا ربّ عـفـواً . . أمـا للعـباد

  الكـرام انشـغال بغـير السـفاد ؟ . .

 وحشـو البطــون . . 

 أليس بسـاحتهم طـائــفٌ

  بما يـثلج الـروح  إلاّ ظـنـون ؟

  ويا ربّ , عـفـواً ، أهـذا مـقـول ؟

  ( مـقـالـة أسيـادنا العارفــين )

  وهـذي عـقـول ؟!

 

  12 - وبـعـد فيـا مـبـدع الكائـنـات

   جمـيـعـاً ونافـخ فيـهـا الحيـاة ،

   العليـم بمـا مـرّ عـبر القـرون . .

   الخـوالــي طـرّاً  ومـا هو آت

   -  فـمـا أنت واهب تلك الحـلـوم

   وإن كـنـت واهـب مـنهـا الأصول  

  - كأحلى وأغلـى صنوف الهبات -

             وأمـّــا الـفــروع . .

             وأمـّــا الـذيــول . .

             فـعـلّـت لـفـقـد الرعـايــة ،

             وعـدم القـبـول . .

             وهـانـت .

             وقـومـي أسـاؤوا إلـيـهــا . .

             بـفـرض حصـارٍ رهيـبٍ عليهـا

              أزال الشـعاع المـنـوّر فيهـا . .

              فـولّـى ، وخيـّم ليـلٌ حـلـك !

                      .                

              أشـاع العـمـايــة . .

              فكـــان الزلل

              وغـمّ عليـنـا طـريـق الهدايـة

  طـريــق الـنـجــاة !

  طـريــق الـحـيــاة


ليست هناك تعليقات: