الأحد، 27 مايو 2018

[‏المندو‏] ‏‫أن تدعو عليكَ امرأة يعني أنّها ما زالت تحبّكَ،...‬‏

  ‏تم النشر بواسطة ‏‎ Chahra Zed ‎‏ في ‏ المندو ‏‏.       Chahra Zed ‏27 مايو‏، الساعة ‏09:31 م‏   أن تدعو عليكَ امرأة يعني أنّها ما زالت تحبّكَ، وأن تدعو مرّة لك ومرّة عليكَ يعني أنّها لم تفقد الأمل تمامًا في عودتكَ. ثمّ إنّها أيضًا تخاف أن يستجيب الله حقًّا لدعائها، فتُجَنُّ وتكون أوّل من يموت حزنًا عليك! كيف يستجيب الله لدعاء المحبّين وهم أصلًا في حيرة من أمرهم، لا يدرون ماذا يريدون منه بالتحديد، إذ يتوجّهون إليه كلّ مرة بدعاء عكس ما سبق أن سألوه قبل ذلك متضرّعين. ولنا في جميل بثينة، إمام العشّاق، نموذجٌ عن تذبذب رأي المحبّين وتناقض مطالبهم ودعواتهم وصْلًا وهجرًا. فجميل بثينة الذي سُمّيَ على اسم حبيبته لفرط هيامه بها، والقائل: إذا خَـدِرَت رجلـي وكـان شفاؤهــا دعــاء حبيـبٍ كنـتِ أنتِ دعـائيـا قد حدث أن فَقَدَ من لوعة الهجر صوابه، وراح يدعو على بثينة بالعمى. وهو دعاء يبدو كأنّه شائع منذ الأزل لدى الرجال. فقد سمعتُ، قبل عشرين سنة أحدهم يدعو في الجزائر، على قريبة لي رفضَت الزواج به قائلًا «الله يعميك ولا تجدي من يقودك!». أمّا جميل بثينة، الذي لقيَ حبيبته بعد تهاجر كان بينهما، طالت مدّته، فعاتبته قائلة: ويحك يا جميل، تزعم أنّك تهواني وأنت القائل: رمـى اللـه في عينيْ بثينـة بالقـذا وفي الغـرّ مـن أنيـابــها بالقــوادح! فقد أطرق طويلًا يبكي، ثمّ قال: بل أنا القائل: ألا ليـتـنــي أعـمـى أصــمّ تقـودنــي بـثـيـنــة لا يـخـفـــى عـلـيّ كـلامـــها فقالت: وما حملك على هذه المُنى؟ أوليس في سعة العافية ما كفانا؟ فكيف تريدون أن يستجيب الله لدعاء عاشق يدعو على الحبيبة بالعمى، ثمّ يندم على هول دعائه عليها، فيعود باكيًا ويدعو على نفسه أن يعمى عوضًا عنها، وأن تكون هي من تقوده! تصوّرن لحظة لو أنّ الله استجاب في المرّتين لدعائه. أما كان الاثنان قد عميا؟ ( نسيان كم )   أعجبني تعليق    
   
 
   فيسبوك
 
   
   
 
‏تم النشر بواسطة ‏‎Chahra Zed‎‏ في ‏المندو‏‏.
 
   
Chahra Zed
‏27 مايو‏، الساعة ‏09:31 م‏
 
أن تدعو عليكَ امرأة يعني أنّها ما زالت تحبّكَ، وأن تدعو مرّة لك ومرّة عليكَ يعني أنّها لم تفقد الأمل تمامًا في عودتكَ. ثمّ إنّها أيضًا تخاف أن يستجيب الله حقًّا لدعائها، فتُجَنُّ وتكون أوّل من يموت حزنًا عليك!
كيف يستجيب الله لدعاء المحبّين وهم أصلًا في حيرة من أمرهم، لا يدرون ماذا يريدون منه بالتحديد، إذ يتوجّهون إليه كلّ مرة بدعاء عكس ما سبق أن سألوه قبل ذلك متضرّعين. ولنا في جميل بثينة، إمام العشّاق، نموذجٌ عن تذبذب رأي المحبّين وتناقض مطالبهم ودعواتهم وصْلًا وهجرًا.
فجميل بثينة الذي سُمّيَ على اسم حبيبته لفرط هيامه
بها، والقائل:
إذا خَـدِرَت رجلـي وكـان شفاؤهــا دعــاء حبيـبٍ كنـتِ أنتِ دعـائيـا
قد حدث أن فَقَدَ من لوعة الهجر صوابه، وراح يدعو على بثينة بالعمى. وهو دعاء يبدو كأنّه شائع منذ الأزل لدى الرجال. فقد سمعتُ، قبل عشرين سنة أحدهم يدعو في الجزائر، على قريبة لي رفضَت الزواج به قائلًا «الله يعميك ولا تجدي من يقودك!».
أمّا جميل بثينة، الذي لقيَ حبيبته بعد تهاجر كان بينهما، طالت مدّته، فعاتبته قائلة: ويحك يا جميل، تزعم أنّك تهواني وأنت القائل:
رمـى اللـه في عينيْ بثينـة بالقـذا وفي الغـرّ مـن أنيـابــها بالقــوادح!
فقد أطرق طويلًا يبكي، ثمّ قال: بل أنا القائل:
ألا ليـتـنــي أعـمـى أصــمّ تقـودنــي بـثـيـنــة لا يـخـفـــى عـلـيّ كـلامـــها
فقالت: وما حملك على هذه المُنى؟ أوليس في سعة العافية ما كفانا؟
فكيف تريدون أن يستجيب الله لدعاء عاشق يدعو على الحبيبة بالعمى، ثمّ يندم على هول دعائه عليها، فيعود باكيًا ويدعو على نفسه أن يعمى عوضًا عنها، وأن تكون هي من تقوده!
تصوّرن لحظة لو أنّ الله استجاب في المرّتين لدعائه. أما كان الاثنان قد عميا؟
( نسيان كم )
 
أعجبني
تعليق
 
 
   
   
 
عرض على فيسبوك
   
تعديل إعدادات البريد الإلكتروني
 
   
   
قم بالرد على هذا البريد الالكتروني للتعليق على هذا المنشور.
 
   
   
 
تم إرسال هذه الرسالة إلى ‏‎khalil.okde.mohamad@blogger.com‎‏. إذا كنت لا ترغب في تلقي رسائل البريد الإلكتروني هذه من فيسبوك في المستقبل، يرجى النقر على ‏إلغاء الاشتراك‏.
Facebook, Inc., Attention: Community Support, 1 Facebook Way, Menlo Park, CA 94025
   
 

ليست هناك تعليقات: