حَــذارِ أخــي
أخـــيّ . . ! ســـلامٌ عـليـــك
ســـلام المـحــبـّــةِ . .
والـذكـــريـــاتِ الـغـــرر
فـقـد طـال عـهـد الـبـعـاد , عليـنـــا
ومـرّت ليـالــي الـعــمــر
فشـهـرٌ يـروح , وشــهر يجــيء . .
ولا مـن خــبـر !
تـقـاذفــنــا أرجــل الحـادثـات . .
كـأ نـّـا أكــر !
فـنـحـســب أنـّا وحـيـدون فـيــهــا
ضـحـايــا الـقــدر !
( إذا طـاف ذكــر الـديــار - بـبـالــي
وحـنّ الـفـؤاد " حـنـيـن الـعـشــار "
وغـــام الـبـصـــر ) .
وبــعــــد :
فـهــذا كــتــابـي إلـيــك . .
فـيــه وصــيـّــه ،
وفــيـــهـــا عــــبر :
- حَـــذارِ أخــي : مـركـبـاً لا أريــد
فـإيـّاك إيـّــاك نــذر الأضــاحــي !
ودع مـن نـــذر . .
لـتـجـعـلـهـا مـركبــاً يـدّخــر !
ستسـأل حـتـمـاً . . وسـوف تـقـول :
عـلام الـحـــذر ؟ . .
ولا مـا يــريــب ، ولســنـا نضـلّ
فـأيـــن مـكـــان الـخــطــر !
وإنـّــي أجـيـــب :
أوّلاً - لا أريــد الـركـوب . .
ولا مـن هــواة الـثـريـــد ،
فـخـلّ ( الضـحـايـا ) لـتـحـيـا الـحـيـاة
بـهـذا يـطـيـب صـبـاحـي . .
ولـيـس بـذبــح مـواشٍ أخــر !
ومــا للـمـســيـرة فــوق الصــراط . .
أفــيـــهـا ضـــرر ؟
فـإنّ الـمـســير ، يـنـــير الـعـقـول ،
ويـقـتـل فـيـنــا الـخـمـول . .
ويـمـحــو الضـجــر ؛
وإنـّي أحبّ الـمـســير
إذا ظـلّ يـدعــو إلـيــه ،
طـريـق طـويـل
ولا أشــتـهـي مـيـتـة فــي سـريــر
تـغـلّـفـه أغـطـيـة مـن حـريــر
فـخـير الـمـمـات يـكـون :
بـحـرّ الـطـريــق . .
وحـرّ الـجـهـاد
جـهـاد يـكـون لـخــيـر الـعـبـاد ،
لـخـير الـبـشــر . .
ولـيـس لـقـتـل الـنـفـوس . .
وخـطـف الـسـبايـا . .
وحـزّ الـرؤوس !
ولـيـس لأجـل الـســفاد . .
( قـضـاء الـوطــر ) !
ومـن أجــل ألاّ يــزلّ اللســـان . .
ونــذكــــر إفــك الـبشـــر ،
فـيســـتــاء مـنــه الـجـمــــاد ،
ويـخـجــل - حـتّى - الـحـجــر !
نـعــود إلـــى الـتــوصـيــات
ومجـرى الـحـديـث ، عـن الأضحيـات
( أعـنـي الأضـاحــي )
أآتــي عـلـيـهـا , غـداً ، راكـبـاً
- و أعـنـي الـضـحــيـّــة -
أتـيـه عـلـى السـائـريـن المشــاة !
وأتـرك "غـانـدي"(1) وبـعض الرفـاق
يسـيـرون فــوق الصـراط حـفــاة !
ونـحـن علـى صهـوات الـبـقـر
تـمـرّ مــرور الـخـيـول الـعــتـاق !
أقـول الســلام.. نـبـيّ الهـنـود..(1)
عـلـيـك ، فـيـرمـقـنـي فــي حــذر !
يـشــيــر : - تـخـفّ . . لـئـلاّ يــراك
الـرفــاقُ فـيـســعـوا إلـيـك بِشــرّ . .
- فـقـد كـنـت أعـجب يـا مسـلـمـين ،
لأكـلـكـم اللـحـم ، فـيـمـــا عــــبر !
ولـكـن . . تـضــحـّـى الـمــواشــي ،
فـتـغــدو مـطــايـا . .
لـيصــلـح حــال الســفـر !
فـيركـبـهــا النـاس يـوم الـحـســاب
فـتـطـوي الصـراط كلـمحِ الـبـصر !
فـمـا طـاف هـذا الـخـيال الـفـريـد
بـبـالي - ولا زار مـجـرى الـفـكـر !
فـوا عـجـبـي مـن عـقـول الـبـشـر . .
و و ا عـجـبي مـن ركوب الـبـقـر ! !
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لم يكن "غاندي" رحمه الله يتكبر على العامة من الناس او
يتعالى عليهم وهذا ما جرّأني على الكلام ،عن الرجل القديس ، ومعه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق