الخمسون طويت
يشجيه ذكر النوى إمّا بها سمعـا
يمسي ويصبح من تَذكارها هـلِعـا
و إن رأى باكياً تجري مدامعـه
أو انْ رأى شاكياً , من علّة وجعا
أشواقـه كبحـارٍ لا قـرار لـهـا
كاللانهايـة . . ابـعـاداً ومتّسـعـا
عبادة الحسن فرض في شريعتـه
طغـى ، وأكثر اعناتي بما شرعا !
اظلم وسم وتحكّم ما استطعت بها
هـل كنت من هذه الأشياء منتفعا ؟
أيّـام حكمـك قـد لاحت نهايتهـا
يا قلب ، هذا بشير الصبح قـد طلعا
-
الحمـد لله فالخمسـون قـد طويت
وبعدها أربع . . أضحت لها تبعـا
لنـا بهـا من فلـول العمر باقـيـةٌ
ونستجيب متى داعي الرحيل دعا
الله يعلم أنّي لا أعـدّ لـها
ولا الى وفرها حرصاً ولا طمعا
إن كان يرجع من رام الرجوع غداً
لهذه . . ويلاقي خير ما صنعا
وكنت ذاك الذي قـد خيّروه بها
وأطمعوه بملك الكون .. ما رجعا !
ومـن يغرّ بتمليك وناظرُه
يرى النوائب تترى كيفما وقعا
*
وفي الحيـاة سويعات تروق لنا
ننسى بها داءنا فرداً. . ومجتمعـا
كواحة في صحارى العمر وارفـةٍ
طابت روافـدها ماء ومنتجعـا
نودّ لو عمّرت دهراً ، ودام لنـا
نوالها . . واستطال العهـد واتّسعـا
لكـنّ نائلها عـدواً يمر بنـا
مر السحاب . . وبرقٍ هلّ والتمعـا
يمضي ويترك تذكـاراً يعاودنـا
يهفـو الفـؤاد على آثاره ولـعـا
نـودّ إذ رحلت عنّـا مسـرّتـه
أن لو نغادرهـا والراحلـيـن معـا
*
يطوي السنين زمان في مسيرته
ماضٍ . يلقّمها الأيّام "والجمعـا"
لا يستجيب لمن يأتيـه ملتمساً
يرجوه في سنّة . لو كان متّبعـا :
بأن يسير الهوينـا في أحاسنها
وفي الشديدة يبقى ماضياً سِرَعـا
حتّى وإن ألقيت تلك الرجاوة في
سمع الزمان وكان (الفذّ) مستمعا
تراه يصرفهـا عمداً ويرسلهـا
كما يشاء إلينا . عكس ما سمعا !
خليل عقده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق