هـل نـــتـدبـّــر . . ؟
1 - ربـّــنـا علّمت : أن بـاب الرجـاء
عرضـه أرحـب من عرض السـمـاء
آمـن المسـعـى ، فلا الراجــي يسـاء
فــي مســاعـيـه ولا أنـت ضـنــين
ثـمّ لا يسـتلـزم ( الأمــر ) عـنــاء
أمـره أسـهل من دعـك العجـــين
. . وأتـانـا نبـأ البشـرى ، وقــد
أسـهـبـت فـي الشـرح كتب الأقـدمـين
مـنـذ ذاك الحــين ، لم تـنـزل بنــا
حـاجــة ، إلاّ وقـمـنــا ضارعــين .
ظلّ هـذا حالنــا عــبر السـنــين ،
بل ومـا زلنــا عليــه عـاكفــين
- رحـم الله الذي جــاء وبشـّــر .
2 – كم وقفنا يا إلهي بخشوع وانكسار..
إن بآنــاء الليالـي أو بأطــراف النهـار
ومضـيـنا نسأل النصر على الأعـداء..
والملك المـؤ زّ ر ،
وهلاك الكـافــريــن . .
- لا تـذر يا ربّ فـوق الأرض . .
غــير المؤمـنــين . .
لا تـذر فـي الأرض غــير النـاطقـين :
- بالشــهـادة . .
( غير مـن لـبـّــى وكــبـّــر . . . )
3 - كـم أعـدنـا , يا إلــهــي ، كـلّ قول
ودعـــاء . . .
باجـتـهــاد واصطبـــار وعـنـــادْ
لـم نــدع شـيئــاً يقــال ، أو يـعـرّف..
فــي مضـامـير الرجـاء لـم نـقـلْــه..
لـم نـعــده . .
فالإعــــادة . .
عـادة محمـودة فـي الأجـر
فـالـمـلـحـف يـؤجـر !
مـثـلـمـا الأجـر يضاعـف
- فـي اصطلاح العلمــاء ،
وحســاب العابديــن -
كلّمــا القـول تـكـرّر . .
4 - نقـرأ الأ و ر ا د..تـتلـوهـا ابتهـالات
شــوارد
ونـمـنـّي النفس بالآمــال..أنّ الـمـجـد
عـائــد
كـلّـمـا تصّـعّـد الأنـفـاس.. والأشـواق
تـزخــر
يـغـتـدي الإيمـان فـي الذروةِ..بركانـاً
تـفـجّــر
ويـدوّي فـي الأعـالي..فـي المساجد..
قولنــا : الله أكـبــر
ويصيـرالكون والأنجام والدنيا شواهـد!
غــير هذا الجـوّ - في الضـرّاء -
لا يحـلــو لعــابد .
( فـمـن المعلــوم أنّ الله :
قـطـب فـي الشـدائـد )
ثـمّ نـمضــي . . مـنـتشـين
وكـأنّ الأرض قـد عـــادت ،
وعــاد النصـر . . والأمجـــاد
والقـدس تـحــرّر !
5 - بـيــد أنّ الله مـنـّــا . .
ومـن الأوهــام ، أخــبر . .
حــين يأتينــا الصبــاح ،
فـيـلـفّ الليـل والظلمةَ . . والآمال . .
و ر ؤ ى الخيـبـة والإذلال تـظهـر !
وسـمهــا يظهــر فـي أعلـى الجبــاه !
لـم يـفد جـهـد اللســان ،
لا ، ولا جـهد الشــفـاه !
لـم تـعـد حـبـّــة رمـل . .
أو مــا يسـعـد الخــاطـر ،
لا شـيئــاً تـغــيّر !
6 - بل نـرى الأيـّام تـتـرى ، والسـنين..
مـثـلهـا تمضي سـراعـا ، والعـقـود..
تـتـوالــى . . لا توافــي بجـديــد
واليهــود . .
لـم يزالــوا في حمـانــا آمنـيــن !
عـنـدهــا يسـتمسـك الشـك . .
بأذيــال اليـقـيـن
فـنـعــود . .
نسـأل الإيـمــان عـن سـرّ الوعـود :
- أيـن وعـد الواعـديــن ؟!
بكــر يــم القول . .
( وكـريـم القول يؤثـر )
- أيـن قول الله : إنـّــي أستجيـب
دعـوة الداعـين . . - بالأمس القريب -
أفلسـنـا ضـارعــين ؟
مـالــه لا يسـتجيـب !
مـا لــه لم يؤتـنــا النصر الـمـبـيــن ؟
لِـمَ لم يـفـن جـمــيع الكافــريــن !
لـم لا يصعـد شيءٌ للسـمــاء :
مـن ضـراعــهْ . .
أو رجـــاءْ . .
ورنـيـــن ؟!
لـم لا يسـمع مـولانــا الدعــاء . .
أفلسـنــا مسـلمـيــن !
يا تـرى أقـفــل أبـواب السـمـاء
وتـنــاســى وعـده للسائلـين ؟!
-
7 - لم يجل فـي بالنـا أنّ الدعــاء
ليس فيـه وحـده شـكل الدواء
لا ، ولو طـبـّــق أجواز الفضــاء !
بل لـه كي يـبـلـغ القصـد قـريـن ،
لا قريـنــاً واحـداً ، بل قـرنــاء :
مـن إ ر ا د هْ . .
واسـتـفــاقــهْ . .
ومـضــاءْ . .
واسـتـجـابــهْ .
لا اسـتـمـاتــهْ . .
لا حـمــاقـــهْ . .
لا حـــداءْ . .
لا ربـابـــهْ !
8 - ثــمّ . . مــا شــأن الإعـــاده !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق