الأربعاء، 2 مارس 2011

هـل نـــتـدبـّــر

  

          هـل نـــتـدبـّــر . . ؟

 

   1 - ربـّــنـا علّمت : أن بـاب الرجـاء

   عرضـه أرحـب  من عرض السـمـاء

   آمـن المسـعـى ، فلا الراجــي يسـاء

   فــي مســاعـيـه  ولا أنـت ضـنــين 

   ثـمّ لا يسـتلـزم ( الأمــر ) عـنــاء

   أمـره أسـهل من دعـك العجـــين

   . . وأتـانـا نبـأ البشـرى ، وقــد

   أسـهـبـت فـي الشـرح كتب الأقـدمـين

   مـنـذ ذاك الحــين ، لم تـنـزل بنــا

   حـاجــة ، إلاّ وقـمـنــا ضارعــين .

   ظلّ هـذا حالنــا عــبر السـنــين ،

   بل ومـا زلنــا عليــه عـاكفــين

   - رحـم الله الذي جــاء وبشـّــر .

 

2 – كم وقفنا  يا إلهي بخشوع وانكسار..

   إن بآنــاء الليالـي  أو بأطــراف النهـار

   ومضـيـنا نسأل النصر على الأعـداء..

   والملك المـؤ زّ ر ،

   وهلاك الكـافــريــن . .

   - لا تـذر يا ربّ فـوق الأرض . .

   غــير المؤمـنــين . .

   لا تـذر فـي الأرض غــير النـاطقـين :

   - بالشــهـادة . .

   ( غير مـن  لـبـّــى وكــبـّــر . . . )

 

   3 - كـم أعـدنـا , يا إلــهــي ، كـلّ قول

     ودعـــاء . . .

     باجـتـهــاد  واصطبـــار  وعـنـــادْ

     لـم نــدع شـيئــاً يقــال ، أو يـعـرّف..

     فــي مضـامـير الرجـاء لـم نـقـلْــه..

     لـم نـعــده . .

     فالإعــــادة . .

     عـادة محمـودة فـي الأجـر

     فـالـمـلـحـف يـؤجـر !

     مـثـلـمـا الأجـر يضاعـف

     - فـي اصطلاح العلمــاء ،

     وحســاب العابديــن -

     كلّمــا القـول تـكـرّر . .

 4 - نقـرأ الأ و ر ا د..تـتلـوهـا ابتهـالات

     شــوارد

     ونـمـنـّي النفس بالآمــال..أنّ الـمـجـد

     عـائــد                

     كـلّـمـا تصّـعّـد الأنـفـاس.. والأشـواق

     تـزخــر

     يـغـتـدي الإيمـان فـي الذروةِ..بركانـاً

     تـفـجّــر

     ويـدوّي فـي الأعـالي..فـي المساجد..

     قولنــا : الله أكـبــر

     ويصيـرالكون والأنجام والدنيا شواهـد!

     غــير هذا الجـوّ - في الضـرّاء -

     لا يحـلــو لعــابد .

     ( فـمـن المعلــوم أنّ الله :

     قـطـب فـي الشـدائـد )

 

     ثـمّ  نـمضــي . . مـنـتشـين

     وكـأنّ الأرض قـد عـــادت ،

     وعــاد النصـر . . والأمجـــاد

     والقـدس تـحــرّر !

   5 - بـيــد أنّ الله مـنـّــا . .

     ومـن الأوهــام ، أخــبر . .

     حــين يأتينــا الصبــاح ،

     فـيـلـفّ الليـل والظلمةَ . . والآمال . .

     و ر ؤ ى الخيـبـة والإذلال  تـظهـر !

     وسـمهــا يظهــر فـي أعلـى الجبــاه !

     لـم يـفد جـهـد اللســان ،

     لا ، ولا جـهد الشــفـاه !

     لـم تـعـد حـبـّــة رمـل . .

     أو مــا يسـعـد الخــاطـر ،

     لا شـيئــاً تـغــيّر !

  6 - بل نـرى الأيـّام تـتـرى ، والسـنين..

     مـثـلهـا تمضي سـراعـا ، والعـقـود..

     تـتـوالــى . . لا توافــي بجـديــد

     واليهــود . .

     لـم يزالــوا في حمـانــا آمنـيــن !

     عـنـدهــا يسـتمسـك الشـك . .

     بأذيــال اليـقـيـن       

     فـنـعــود . .

     نسـأل الإيـمــان عـن سـرّ الوعـود :

     - أيـن وعـد الواعـديــن ؟!

     بكــر يــم القول . .

     ( وكـريـم القول يؤثـر )

    - أيـن قول الله :  إنـّــي أستجيـب

    دعـوة الداعـين . . - بالأمس القريب -

    أفلسـنـا ضـارعــين ؟

    مـالــه لا يسـتجيـب !

    مـا لــه لم يؤتـنــا النصر الـمـبـيــن ؟

    لِـمَ  لم يـفـن جـمــيع الكافــريــن !

    لـم  لا يصعـد شيءٌ  للسـمــاء :

    مـن ضـراعــهْ . .

    أو رجـــاءْ . .

    ورنـيـــن ؟!

     لـم لا يسـمع مـولانــا الدعــاء . .

     أفلسـنــا مسـلمـيــن !

     يا تـرى أقـفــل أبـواب السـمـاء

     وتـنــاســى وعـده للسائلـين ؟!

                     -

    7 - لم يجل فـي بالنـا أنّ الدعــاء

     ليس فيـه وحـده شـكل الدواء

     لا ، ولو طـبـّــق أجواز الفضــاء !

     بل لـه كي يـبـلـغ القصـد قـريـن ،

     لا قريـنــاً واحـداً ،  بل قـرنــاء :

     مـن  إ ر ا د هْ . .

     واسـتـفــاقــهْ . .

     ومـضــاءْ . .

     واسـتـجـابــهْ .

     لا اسـتـمـاتــهْ . .

     لا حـمــاقـــهْ . .

     لا حـــداءْ . . 

     لا ربـابـــهْ !

     8 -  ثــمّ . . مــا شــأن الإعـــاده !

     هـذه الشـمـطــاء تأتــي . .

     مـن سـراديب " العـبــاده "

     - هـل عـرى الأسـمـاع وقـر . .

     ( لـيـت أشـعاري) ، أمِ الفهم تعـذّر؟!

     - مـا الإفـــادهْ . . ؟

     أن نــــردّدْ . . ونعيـد . .

     كـلّ قول . .

     كـلّ حاجـــهْ . .

     هـل هـنــا بـيــت القـصــيـــد ؟!

     أم غــدا التــرديـــد عــاده !

       ( عـــادة الســاهـي البليـــد )

     قـد وعـيـنــا القول , فـي الزائــد ،

     - قـول النـاس : فالـزائـــد مـنـكــر !

     - أفـلا تدخـل مـن باب الزيـــاده ؟!

                        *

    9 - غـير خـافٍ قـد رجعـنـا القهـقـرى

       والورى ســار حثـيــثـــاً للأمـــام

       ذاك إنـّــا نحســب العـقــل بلـيـّــه

       والورى يـتـّــخـذ العـقــل إمـــام

    فـلــذا  لا غـرو إن عـزّ عـلـيــنـــا

   أن نـرى الحـكـمــة فـي وجـه الكـلام !

                      -

   فـإذا مـا زال فـيـنـــا جـاهــلــيـّــه

  تصطـفـي الجهل  علـى العلـم ، مطـيـّـه

  تصطفـيـه قـائـداً أعـلى على . . .

  كـلّ الرعـيّـة !

 - هي دون الناس (فـي مفهومهـا) :

   خيرالبريّـة !

 - أرؤسٌ فيها الخلايا ، ركّبت من . . .

  عـنجهـيّـه -

 فـعـلـيـنـا , وعلـى الـفـهـم السـلام .

10 - إن يدم هـذا..فلا تعجـب  لأنـباء . .

   السـماء

   فـدوام الصـمت باقٍ  بدوام الإصطفاء

   ليس فــي الأمــر غـرابـــه . .

   ليس فـيــه مـا يـريــب

   إنـّــمــا الشـيء العجـيــب

   هو فــي ألاّ نـراهـــا مـقـفـلــه

   لا تـبــالـــي بسـؤال السـائلــين

   قـد رأتـنــا أغـبــيـــاءً  جـهــلـــه

   وهــي تأبــى أن تجـيــب الجـاهلــين !

   هـل نـعي سـرّ الـبلا ؟ هل نتدبّر ؟

   قـبـل أن يـنـزل بالـبــاقــين ، ما حلّ

   بالبعـض . . ، وأكـثـر!


ليست هناك تعليقات: