غـربـة الـروح
أفلا تنتهـي حــدود اشتياقـي
وهـيامي يا بارئ العشّـاق ؟
لا أرانـي كلّ الأحـايين إلاّ..
شـارد اللبّ دائب الإطـراق
كلّمـا طـاف بالمشوق اذّكـارٌ
صعدت عـبرةٌ من الأعماق
-
إنـّـها ، والزمان يرعى خطاهـا
حالـة تعتري نجيّ الفراق
غربـة عمّرت ثلاثـين عامـاً
ليت شعري فما عداد البواقي
من مدى عمرها . . فصرت أراها
أبد الدهر ما لها من فواق !
* وسؤالي لِمَ الزمان بخيلٌ
أيضرّ الزمــان يوم التلاقي ؟
يتشفّى شبيه حسناء غـيرى
ساءها أن ترى جنون العنـاق !
ليت في قلبه أقـام حنيني
في سويدائه. . وكان اشتياقي
ربّ وجدٍ يقيم دهراً ويبقى
في ازديـادٍ ، وغيره غير باق
وفـؤادٍ يحوّل النار برداً
وسلاماً . . وغيره في احتراق !
يعلم الله أنّني لبلادي
( كعبة الشوق ) والردى في سباق
ضيّعتنا . . لا ضيّع الله أرضاً
قد حفظنا ودادها في المآقي
*
بيد أنّـي ولو بلغت مرادي
وانقضت غربتي وحان انطلاقي
. . وغدا موطني الحبيب مقامي
بين أهلي وصحبتي ورفاقي
وأمِنّـا في كنفه ، ومضينا
نتعاطى المنى بكأسٍ دهاق
كم من الوقت يستريح فؤادي
لتعود المنى . .هلال المحاق ؟
. يا خليليّ إنّ أقسى اغترابٍ
عرفته الدنى على الإطلاق
غربــة الروح في إسـار ترابٍ
أين منها المنى بغير انعتاق !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق